هل تعلم
هذا الكتاب به الأجوبة.
يعد الشر من أكبر الغاز العالم، التي حاول البشر جاهدين فهمها. كيف بدأ الشر في عالم خلقه إله حكيم وصالح؟
لماذا يد الشر هي العليا في كل مفصل من مفاصل العالم؟ لماذا هنالك الكثير من الامراض، والفقر، والاحزان، والالم في كل مكان؟ هل الرب غير مهتم بمساعدتنا؟ هذه أسئلة بحاجة الى إجابة. والكتاب المقدس يعطينا الإجابة.
لكن قبل البدء، دعونا نوضح بعض الحقائق عن الرب.
الرب كان موجود منذ الأزل. لم تكن له بداية، لأنه يعيش خارج إطار ما نعرفه ب(الوقت). ربما يكون ذلك صعب الفهم بالنسبة الينا. لكن ذلك ليس الا أن عقولنا لا تستطيع استيعاب حكمة الرب، تماما مثلما لا يستطيع الكأس أن يحتوي ماء المحيط.
أول أية في الكتاب المقدس تبدأ كالاتي:
"في البدء الرب.." (سفر التكوين 1,1) (سفر التكوين هو الكتاب الأول من مجموع 66 كتابا (أسفارا) التي يتكون منها الكتاب المقدس، كل الإشارات التي ترد بين قوسين في هذا الكتاب، تشير الى واحدة من تلك الأسفار)
الكتاب المقدس لا يحاول أصلا شرح حقيقة وجود الرب منذ الازل. بل يضع ذلك على شكل حقيقة ثابتة.
الرب كما يكشف لنا الكتاب، يريد علاقة شخصية معنا نحن كبشر. هو ليس إنسانا، كما نفهم نحن الأشخاص. هو روح، غير منتهي بأي طريقة وغير متغير بشخصيته في كل الازمان. هو كليِ القوة، كلي المعرفة، حكمته غير متناهية، محبته غير متناهية وهو غير محدود النقاوة.
محبة الرب اللامتناهية هي كليا غير أنانية، لذلك هو منذ البدء أراد أن يشارك سعادته وفرحه مع الاخرين.
لذلك قام بخلق الكائنات الحية. في البداية خلق الرب الملايين من الملائكة، ليشارك معهم عظمته وسعادته، وكان ذلك قبل وقت طويل من خلق الانسان.
من بين الملائكة، خلق الرب الملاك الذي يقودهم. كان إسمه إبليس. هذا الاسم على الرغم من أنه يعد إسما شريرا الان، لكنه كان يوما إسما لأجمل وأحكم وأروع الملائكة.
كان رئيسا للملائكة. قال الرب فيما يخص إبليس :
"كنت كمال الحكمة والجمال...عينتك لتكون الملاك الحارس الممسوح...كنت ممتازا في كل ما فعلته منذ اليوم الذي خلقت فيه وحتى جاء ذلك الوقت عندما وجد فيك الخطأ" (سفر حزقيال الاصحاح 28، الاية 12 الى 15).
على خلاف النجوم والأشجار التي خلقها الرب، إبليس وبقية الملائكة كان لديهم الإرادة الحرة لاختيار ان يطيعوا الرب او ان يعصوه.
الإرادة الحرة هي أولى الأساسيات للكائن الأخلاقي. الأشجار والنجوم لا يمكنها ان تعمل اعمالا جيدة او شريرة، لأنها لا يمكنها الاختيار لنفسها. هي تطيع قانون الرب بشكل مطلق، لانها خلقت من غير إرادة إختيار حرة. لذلك لايمكنها أيضا ان تكون ابناءا للرب.
الرجل الالي الذي يصنعه العالم، يمكنه ان يطيع العالم في كل شيء هو مبرمج على فعله ومن دون تذمر- بخلاف إبن ذلك العالم، مع ذلك لايمكن للرجل الالي ان يكون إبنا للعالم.
الأساسية الأخرى التي تجعل الشخص كائن أخلاقي هي الضمير، الطيور والحيوانات يمكنها ان تختار من نفسها ان تفعل أشياء، لكنها مع ذلك ليست كائنات أخلاقية لان ليس لديها ضمير.
لذلك لا يمكنها ان تكون صالحة او مذنبة، كما لا يمكنها ان تكون أبناء للرب، لان الرب كائن أخلاقي. بالحقيقة الطيور والحيوانات لا يمكنها ان تكون أبناء لك أيضا.
يمكنك ان تدرب كلبا ليطيع كل الأوامر التي تعطيها له، لكن ذلك الكلب لن يكون ابدا ابنا لك. لان ابنك لابد ان يكون من نفس طبيعتك، والكلب لا يحمل نفس طبيعتك.
لكن الرب خلق الانسان على شاكلته. وذلك يعطينا الامكانية ان نكون أبناء الرب.
الضمير هو ذلك الصوت الذي في داخلنا الذي يذكرنا اننا كائنات أخلاقية.
ويديننا عندما نخالف القوانين الإلهية.
الملائكة خلقت بإرادة حرة كذلك بضمير.
لذلك كانت كائنات مميزة في ذلك الوقت من الخليقة، لأنها كانت كائنات أخلاقية عاقلة. لكن ابليس الذي كان قائد الملائكة، سرعان ما أصبحت لديه أفكار وطموحات لم تكن جيدة.
وهنا كانت بداية الشر في الكون.
أفكار ابليس لم تكن غير جيدة فقط، بل كانت أفكار كبرياء "غرور وتكبر"، وعصيان وأفكار عدم الرضا.
الكون كان نقيا حتى تلك اللحظة. لكن الان الشر أطل برأسه في قلب مخلوق له إرادة حرة.
تذكر ان الشر كانت بدايته في القلب. لم يكن له أي فعل خارجي في البداية. والشر يبدأ من القلب حتى يومنا هذا.
تذكر أيضا ان الخطيئة الأولى التي جلبت الشر الى العالم كانت الغرور والتكبر.
قام الرب مباشرة بنفي إبليس من محضره المباشر، وتمت تسميته ب "الشيطان" منذ ذلك الوقت.
كما يصف الكتاب المقدس سقوط ابليس:
" كيف سقطت من السماء، أبليس يا إبن الصباح! كيف قطعت الى الأرض، مع أنك كنت عظيما...
لانك قلت لنفسك، "سوف ارتقي الى السماء واحكم الملائكة. سوف اخذ اعلى عرش، سوف ارتقي الى اعلى السماوات واكون مثل القدير. لكن بدلا من ذلك انت ستنحدر الى أعماق الهاوية، الى اسافل الأعماق." (أشعيا 14:12-15)
لكن حتى وقت سقوط إبليس، كان قد حرض بعضا من الملائكة لمشاركته في عصيانه. كان هنالك الملايين من الملائكة الذين شاركوه وهم الثلث من عدد ملائكة السماء (كما نقرأ في سفر الرؤيا الاصحاح 12 اية 4).
لذا فأن الرب طردهم خارجا مع أبليس، هؤلاء الملائكة الساقطون هم الأرواح الشريرة والشياطين التي تضايق وتؤذي الناس اليوم.
ربما أنت أيضا تعرضت لمضايقة هذه الأرواح الشريرة او قام الاخرون بتسليط سحر اسود ضدك. إذا كان الامر كذلك فان الكتاب المقدس لديه أخبار جيدة لك. يمكنك ان تكون حرا الى الابد من مضايقاتهم.
إقرا هذا الكتاب بتمعن وستعرف ماهي المعجزات الإلهية التي يمكن يفعلها الرب لأجلك.
السؤال الذي قد يسأله البعض الان هو، "إذا كان الشيطان هو السبب في كل الشر الذي في العالم، لماذا لا يدمر الرب الشيطان وكل الأرواح الشريرة معه؟"
الرب يستطيع ان يفعل ذلك بكل تأكيد، إذا كان يريد ذلك.
لكنه لايريد.
هذا يثبت ان الرب بحكمته اللامتناهية، لديه غرض من سماحه للشيطان وتلك الأرواح الشريرة بالبقاء.
جزء من ذلك الغرض، هو جعل الحياة على هذه الأرض اكثر صعوبة وغير امنة وخطرة على الانسان لدفعه على التوجه الى الرب والتفكير في حياته الأبدية بدلا من السعي لتأمين الراحة على الأرض.
لوكانت الحياة على هذه الأرض مريحة، خالية من المشاكل والامراض والمعاناة والفقر، لكان من النادر ان يفكر الانسان بالرب نهائيا.
لذا الرب يستخدم كل المعاناة الموجودة على الأرض لحثنا على التفكير به و التوجه نحوه بكل إحتياجاتنا.
حتى المشاكل والامراض والمحن التي يأتي بها الشيطان الى حياتنا، الرب المحب يسمح بها لجعلنا نعود ونتوجه اليه.
هي من هذه الزاوية، تعبير عن محبة الرب لك. هذه هي رسالة الكتاب المقدس.
سمعت عن قصة رجل اعمال كان في وقت ما قريبا من الرب، ثم ابتعد عن الرب، بعدما ازدهرت اعماله. رجال كنيسته تكلموا معه مرات عديدة ونصحوه بالعودة الى الرب لكنه كان مشغولا جدا باعماله. في يوم من الأيام لدغت افعى سامة أبنه الأصغر من ثلاثة أبناء، ومرض الطفل مرضا شديدا. حتى الأطباء قطعوا الامل منه. فاصبح الاب شديد القلق وارسل الى احد شيوخ الكنيسة وطلب منه ان يصلي لابنه.
شيخ الكنيسة هذا الذي ارسل اليه، كان
رجلا حكيما. جاء وصلى "سيدي الرب، أشكرك لانك أرسلت هذه الافعى لتلدغ هذا الطفل، لانني فشلت في اقناع هذه العائلة في ان تفكر بك اطلاقا. لكن ما فشلت انا به خلال ستة أعوام، قامت به هذه الافعى بدقيقة واحدة. الان وقد تعلموا درسهم، يا سيد اشفي هذا الطفل. وامنحهم ان لا يحتاجوا الى أية افاعي أخرى لتذكرهم بك مرة أخرى."
هنالك بعض الناس الذين لايفكرون ابدا بالرب حتى يأتي اليوم الذي يذهبون فيه الى المشفى بسبب مرض شديد او سرطان يصيبهم. ثم وعلى غفلة يبدأون التفكير بالرب ويلجؤون اليه لخلاصهم.
الامراض المستعصية الشفاء، الفقر، واشياء شريرة كثيرة في هذا العالم استخدمها الرب ليبعد الناس عن الخطيئة في حياتهم.
وبهذا يقودهم الرب ليجدوا بيتهم السماوي وحياتهم الأبدية. هكذا يستخدم الرب الشر الذي يصنعه الشيطان لتخليص البشر من مخالب الشيطان ويعطيهم خلاص ابدي.
وهكذا يجعل الرب من الشيطان اضحوكة مرة بعد أخرى، ويسقط الشيطان في نفس الحفرة التي حفرها للناس.
سبب اخر لان يسمح الرب للشيطان بالوجود، هو تطهير أبناء الرب.
فكر في مثال النار؟ نحن نعلم ان ملايين البشر ماتوا حرقا عبر التاريخ، مع ذلك لايتوقف احد عن استعمال النار بسبب ذلك. لماذا؟ ذلك لان
باستعمال النار يطبخ الطعام، وتسير المركبات والطائرات والمكائن تعمل بالنار. النار اذا مع انها مؤذية وخطرة، لديها استخدامات نافعة. بنفس الطريقة، بالرغم من ان الشيطان شرير ويريد ان يقود الناس الى الضلال، الا ان الرب مع ذلك يعرف كيف يجعل منه شيئا مفيدا.
الشيطان مسموح له ان يختبر أبناء الرب من خلال محن محرقة وإغراءات متنوعة، ليصبحوا طاهرين ومقدسين، مثل الذهب الذي يوضع في النار.
لذا فأننا نجد ان الرب يستطيع ان ينهي كل الشر الذي في العالم في لحظة واحدة، لكنه لا يفعل ذلك، لأنه من خلالها كلها يحقق غايته النبيلة والعظيمة.
الجواب هو: لانهم مهتمون فقط في احتياجاتهم الجسدية ووجودهم على هذه الأرض.
بماذا يهتم الحيوان؟ الطعام، النوم، وارضاء رغباته الجنسية. فقط هذا. وعندما يهتم الانسان بهذه الأشياء فقط. يمكننا القول انه هبط الى مستوى البهائم.
لكن الرب لم يخلق الانسان ليكون كالبهائم. خلقنا لنكون مثله- أخلاقيين وسويين،
لدينا شخصية وتحكم بالذات، ولسنا عبيد للشهوات الحيوانية.
حقيقة اننا اذكى من الحيوانات وأننا متعلمون، لا تجعلنا أحسن منهم. حتى الاذكياء والمتعلمون هم عبيد للطمع، الانانية، الشهوات جنسية والغضب الخ.
هنالك جزء منا أعمق من عقولنا، وهو أرواحنا. أرواحنا هي التي تجعلنا ندرك الرب. وهو الشيء الذي لا يملكه أي حيوان.
كما رأينا في الجزء السابق، ان الرب جعلنا كائنات خلقية، ذات إرادة اختيار حرة.
لكن خطورة امتلاكنا حرية الاختيار، هي اننا قد نستخدمها لإرضاء انفسنا او عصيان قوانين الرب. لكن الرب قبل ان يأخذ هذه المخاطرة لأنها أراد أبناء يختارونه بحريتهم.
كل الفوضى، الضياع، الامراض، والشر الموجود في العالم سببه المباشر هو عصيان البشر للرب وسماعهم لصوت الشر.
اول رجل وامرأة خلقهم الرب كان اسمهم ادم وحواء، كانوا بريئين عندما خلقوا. كان عليهم ان يختاروا إذا كانوا يريدوا ان يكونوا مقدسين واتقياء. وحتى يتم الاختيار كان يجب ان يختبروا، ليتمكنوا من رفض الشر واختيار الرب بدلا عنه. لذا سمح الرب للشيطان ان يأتي ويغريهم.
نقرأ عن ذلك في الكتاب المقدس، سفر التكوين الاصحاح 2 و3.
هنالك فرق كبير بين البراءة والقداسة. البراءة هو ماتراه في الطفل. اذا كنت تريد ان تعرف كيف كان ادم عندما خلقه الرب، انظر الى طفل بريء، وغافل عن ما هو شر وخير. لكن هذا الطفل ليس قديسا وليس كاملا. حتى يصبح هذا الطفل كاملا، عليه ان يكبر ويقوم ببعض الاختيارات، بان يختار الرب ويترك الشر.
عندما نرفض الانصياع لإغراءات الشر في نفوسنا عندها تصنع شخصياتنا. انت ما انت عليه الان بسبب الاختيارات التي قمت بها في حياتك حتى هذه اللحظة.
اذا كان الاخرون من حولك افضل منك، فذلك بسبب انهم اخذوا اختيارات افضل من التي اخذتها انت في حياتك. نحن كلنا نأخذ خيارات في كل يوم- وهذه الخيارات ستقرر ما سوف نكون عليه في الاخر.
عندما صنع الرب ادم وحواء أعطاهم الفرصة ليكونوا قديسين بان عرضهم لتجربة إغواء الشيطان لهما. وضعهم في حديقة وأخبرهم ان بإمكانهم ان يأكلوا من أي شجرة يختارون ماعدا شجرة واحدة. كان ذلك اختبارا.
بالحقيقة، كان إختبارا سهلا للغاية- لانهم إرسلوا الى حديقة فيها الاف الأشجار المثمرة بثمار شهية، واخبرهم انه يمكنهم تناول أي منها، ماعدا ثمار شجرة واحدة فقط. لكنهم فشلوا في اختبار الطاعة البسيط ذاك.
عندما جاء الشيطان الى الحديقة واخبر ادوم وحواء انهم اذا اكلوا من تلك
الشجرة المحرمة، سيصبحون مثل الرب. الاغواء الذي تعرض له ادم وحواء لم يكن فقط عن تناول ثمرة الشجرة، بل كان عن إمكانية ان يصبحوا مثل الرب اذا أرادوا ذلك.
وذلك بعينه ما كان الشيطان يريده لنفسه في وقت من الأوقات. وهذا ما اخبر به ادم وحواء انه يمكنهم ان يكونوه.
بالطبع ما اخبرهم به الشيطان كان كذبا، مثل الأكاذيب التي يخبرها للناس اليوم. وكما يسقط الناس اليوم في حبال أكاذيب ابليس، سقط ادم وحواء في اكاذيبه حينها.
لقد عصيا الرب وواجها نفس المصير الذي واجهه الشيطان قبلهما. لقد طردا من محضر الرب.
كل تفاصيل هذه الحادثة يمكن قراءتها في سفر التكوين -الاصحاح 3.
ادم وحواء ضنا انهما بعصيانهما الرب سيصبحان قديرين وحرين كما هو الرب تماما. لكن هل اصبحا حرين؟ كلا لقد اصبحا عبدين للشيطان. فقط عندما نطيع أوامر الرب نصبح فعلا أحرارا.
وهذا ما يخدع به الشيطان الناس، انه يخبرهم اذا أرادوا ان يستمتعوا بحياتهم، فعليهم تجاهل قوانين الرب.
الان لقد رأينا كيف نشأت الخطيئة في بني البشر.
ادم وحواء اخذا قرارا خطيرا جدا ذلك اليوم في حديقة عدن، نتج عنه عواقب كثيرة لحياتهما وحياة نسلهما.
كل القرارات التي نتخذها في الحياة لها عواقب ونتائج، كلنا سنجني ما زرعناه. وفي مرات كثيرة سيكون على أبنائنا ان يحصدوا الثمار المرة لما نزرعه في حياتنا. في حالة أدم، هو وزوجته طردا من محضر الرب لبقية حياتهما.
لذا علينا ان لانقلل من أهمية القرارات الصغيرة التي ناخذها اليوم، او ان نعتقد اننا لن نحصد ثمارا في المستقبل عما نزرعه اليوم.
الرب يسمح بان نتعرض لاختبارات وتجارب من خلال البشر او مواقف الحياة المختلفة، ليمكننا من ان نثبت له اننا نريده هو أكثر مما نريد أي شيء اخر على الأرض.
هذا هو الغرض من كل تجربة وامتحان نمر به، هل نحن نفضل الخالق على الأشياء المخلوقة ام لا.
جوهر كل خطيئة ان نختار الأشياء المخلوقة وانفسنا فوق الرب. ان نختار طرقنا بدل طريق الرب، ان نختار ان نرضي انفسنا بدلا من ان نرضي الرب.
الخطيئة ليست فقط ارتكاب الزنا او القتل او السرقة، الخطيئة اننا نريد طرقنا. يمكننا ان نرى بوادر الخطيئة حتى في عناد طفل صغير.
الخطيئة تعيش في طبيعة وكيان كل طفل منذ ولادته، ولما يكبر قليلا يكون لديه طبيعة الإصرار على ان تكون الأشياء كما يريد، ويبدأ بأخذ الأشياء بالقوة من بقية الأطفال.
وكلما كبرنا نحو الرجولة، نحن لا نتغير كثيرا عما كنا عليه عندما كنا صغارا. نحن فقط نصبح اكثر ذكاءا ونستعمل طرقا أخرى! حتى البشر المتحضرين، لا يتغيرون كثيرا عما كانوا عليه وهم أطفال.
هم فقط يتعلمون التغطية على انانيتهم، وحبهم للتملك وشهواتهم بغطاء من اللباقة او ربما بغطاء ديني حتى!!
الخطيئة اخترقت كل نسيج في كياننا، نحن لا نستطيع التخلص من الخطيئة بممارسة الطقوس الدينية، مثل الصوم والصلاة أو الحج أو ضبط النفس، الرب وحده يمكنه تخليصنا من الخطيئة.
لكن الرب ينتظر حتى نعي شر الخطيئة، يسوع المسيح قال في مرة انه لم يأت ليدعي "الصالحين" بل جاء ليدعي الخاطئين. هذا لايعني ان بعض الناس على الأرض هم خطاة، واخرون هم صالحون. بل هو قال ذلك بطريقة مازحة لاشخاص متدينون لديهم إحساس بصلاحهم الذاتي، أي انهم يعتبرون أنفسهم "قديسين". يسوع قصد انه لايمكنه تخليص هؤلاء الذين يظنون انهم "بارون".
فقط أولئك الذين يعون انهم مرضى يذهبون الى الطبيب. ومع ذلك فان اول ما نحتاجه هو ان نعي اننا خطاه، مهما كانت ديانتنا نحن كلنا خطاه. لقد اخطأنا ضد قوانين الرب المقدسة بالأفكار والكلمات والاعمال والتصرفات والنوايا. نحن مقصرين تجاه حدود الرب المقدسة. الخطيئة اكثر ايذاء لأرواحنا من المرض لأجسادنا.
لكن هل نعي ذلك؟ ماهو رد فعلك لمرض الايدز ذلك المرض المخيف المعدي الذي ينتشر حول العالم؟ أيدز مرض معدي جدا، بحيث ان الناس تخاف الاقتراب من أي شخص مصاب به. الخطيئة بالحقيقة أسوأ من ذلك، الفرق الوحيد هو ان الأذى الذي تسببه الخطيئة يقع على ارواحنا لذا فهو لايظهر خارجيا.
الأذى الذي تلحقه الخطيئة هو بالواقع أسوأ من الايدز، لانها تدمر حياتنا، تجعلنا تعساء في هذا العالم. وبالنهاية ستدمر حياتنا الأبدية اذا لم نحصل على الخلاص منها.
لقد خلقنا كلنا بضمير يذكرنا دائما اننا كائنات أخلاقية. الضمير هو صوت الرب بداخلنا يخبرنا باننا مسؤولون عن تصرفاتنا. في احد الأيام سيكون علينا الإجابة للرب على الطريقة التي عشنا بها حياتنا. نحن لسنا كالحيوانات التي ليس لديها ضمير. الحيوانات ليست كائنات أخلاقية، وعليه ليس عليها الإجابة امام الرب عن أي شيء. عندما يموت الحيوان،
تكون هذه نهايته. لكن ليس الامر كذلك بالنسبة لنا، الانسان خلق على شاكلة الرب وهو كائن ابدي. بالنسبة لنا سيكون هناك يوم للمحاسبة، وعندها كل شيء فعلناه، قلناه وفكرنا به خلال حياتنا سوف يعاد الى ذاكرتنا ويقيم من قبل الرب. وهو سيقوم بمقاضاتنا بحسب قياسات قوانينه المقدسة الموضوعة في الكتاب المقدس. ونحن عندها علينا ان نجيب الرب عن كل عمل او كلمة او فكرة. يقول الكتاب ( انه مقدر ان يموت الانسان مرة واحدة، وبعد ذلك يأتي الحساب) عبرانيين 9إصحاح -27.
أناس كثر يخلصون من العقوبة عن جرائمهم هنا على الأرض. لكنهم سيلقون جزائهم العادل عندما يقفون بالنهاية امام كرسي قضاء الرب. مثل ذلك أيضا أناس كثر لم يتم تقديرهم او مكافئتهم هنا على الأرض، على كل الاعمال الصالحة التي عملوها. لكنهم سيكافئون عندما يعود المسيح الى الأرض. ولما كان علينا ان نقدم إجابة للرب في ذلك اليوم عن كل ما نفعله، اصبح من المهم ان نسمع الى صوت الضمير دائما.
الضمير هو احدى اعظم هدايا الرب للإنسان، انه يشبه هدية "الألم" في أجسادنا، اغلبنا يفكر بالألم فقط كإزعاج. لكننا لاندرك كم هو نعمة كبيرة، لانه من خلال الألم يقوم الجسد بانذارنا، انه
هنالك شي ما خطا في مكان ما من الجسد، انه اول إشارة يعطيها الجسد لتحذيرنا من المرض. لولا الألم لما علمنا اننا مصابون بمرض قد يودي بحياتنا. الألم يخلصنا اذا من الموت العاجل. الشخص المصاب بالجذام لايشعر بالالم، لان مرض الجذام يقتل الاعصاب التي تنقل الألم، ويدمر كل الاحاسيس. الشخص المصاب قد يغرس مسمار في قدمه ولايشعر به. القدم تصاب بالالتهاب وهو لايزال لايشعر او يعلم بذلك. أخيرا تسوء حالة قدمه لدرجة ان يتوجب قطعها. كل ذلك بسبب انه لا يتمتع "بنعمة الألم".
الضمير مثل الألم، يهو يحذرنا عندما نتجاوز قوانين الرب، أو عندما نفكر بالخطيئة او قمنا بها فعلا. اذا تجاهلنا هذا الإنذار وذهبنا عكس الاتجاه، فاننا سنقوم تدريجيا بقتل الإحساس بالخطيئة داخلنا. ثم سيأتي اليوم عندما لانعد نشعر بأي حساسية تجاه الخطيئة بالكامل. وعندها سنصبح مصاب بالجذام الروحي بمضير ميت. ونصبح كالحيوان الذي ليس لديه ضمير. لذلك بعض الناس يتصرفون أسوأ من الحيوانات.
النتيجة النهائية لمثل هذه الحياة، هو العقوبة الأبدية من قبل الرب.
كلنا نعلم اننا مخطئون، لان ضميرنا يخبرنا بذلك. وعلينا ان لا نتخلى عن شعورنا بالذنب لان هذا الشعور بالذنب هو مثل "نعمة الألم"، يخبرنا باننا مرضى روحيا واننا محتاجون الى علاج.
الضمير هو اعظم هدية من الرب الى الانسان.
يسوع المسيح شبه الضمير بالعين، لوقا اصحاح 11: 34-36. عيوننا هي أنظف ما في اجسادنا، لأنها تغسل مرات كثير في اليوم بدموعنا، كل مرة ترمش بها اعيننا (وهذا يحدث الاف المرات يوميا من دون وعينا به) فأنها تغسل من التراب. حتى أصغر حبة تراب، هي كافية لإزعاج اعيننا وتجعلنا نوقف كل اعمالنا حتى نغسل اعيننا وننظفها. بنفس هذه الطريقة علينا إبقاء ضمائرنا نظيفة طيلة الوقت. خطايانا يمكن ان تغفر وتنظف من قبل الرب فقط، هذه هي الطريقة الوحيدة للضمير، ان ينقى من احساسه بالذنب تجاه الخطيئة.
لكن مغفرة الخطيئة ليست رخيصة.
الرب هو إله عادل وصالح، لذا فهو لا يستطيع أن يغفر خطايا أحدهم بأن يغض النظر عنها. لان هذا سيكون غير عادل.
لأن الرب عادل وصالح، عليه إذا ان يعاقب على الخطيئة.
ولكن لأنه أيضا اله محب، فقد صنع طريقة لأجل أن تغفر خطايانا.
كل الأديان تعلمنا ان نكون صالحين، طيبين وصادقين. لكن كل هذه الاعمال تشير الى كيف علينا ان نحيا حياتنا بعد ان حصلنا على المغفرة لخطايانا.
الطيبة، الصلاح، الصدق كلها تعمل كدعامات البناية. مغفرة الخطيئة هي الأساس لهذه البناية.
أهم جزء من أي بناية هو الاساسات.
لأجل ان يغفر لنا خطايانا، كان على الرب ان يعمل شيئا اكثر إيلاما وصعوبة بالنسبة له من خلق العالم.
لأجل ان يخلق العالم الرب كان عليه فقط ان ينطق بالكلمة، فتكون العالم مباشرة.
لكنه لم يستطع ان يغفر خطايانا بمجرد ان ينطق كلمة.
إذا كان على خطايا الانسان ان تغفر، فان هنالك طريقة واحدة فقط.
الرب كان عليه ان يصبح بشرا مثلنا.
كان عليه ان يعيش حياة التجارب والمعاناة التي نواجهها نحن البشر. وكان عليه ان يموت كتضحية في مكاننا، وان يأخذ مكاننا العقوبة التي كانت مقررة لخطايانا.
العقوبة على الخطيئة هلي ليست مجرد معاناة او مرض او فقر، او حتى ان يولد مرة ثانية في هذا العالم في طبقة اجتماعية اقل، او أي من هذه الأشياء.
إنها الموت الابدي- والذي هو الانفصال عن الرب الى الابد.
الموت الجسدي يعني انفصالنا عن اجسادنا المادية. كذلك الموت الروحي يعني الانفصال عن الرب والذي هو مصدر كل حياة.
الاعمال الصالحة التي تعملها في المستقبل، لا يمكنها ان تسد ثمن الخطيئة التي فعلتها في الماضي. الخطيئة هي دين في رقبتنا للرب. إذا قمنا بخرق قوانين البلد الذي نعيش فيه، مثلا بان نغش في دفع الضرائب، لايمكن ان نسامح على ذلك بمجرد ان نعد باننا سنقوم بدفع الضرائب بصورة صحيحة في المستقبل. كلا، حتى لو دفعنا ضرائبنا في المستقبل، سيكون علينا دفع ما هو في ذمتنا من الماضي. الامر نفسه بالنسبة للخطيئة.
مع كل الاعمال الصالحة التي سنقوم بها في المستقبل، لازال علينا دفع ثمن الخطيئة التي فعلناها في الماضي.
بالإضافة الى ذلك فان الكتاب المقدس يقول: "أفضل أعمالنا هي بمثابة خرق بالية في نظر الرب" (اشعيا إصحاح 64 اية 6)
الرب يقدر الاعمال الصالحة، لكن حتى أفضل اعمالنا الصالحة هي لا توازي معايير صلاحه هو لأنه إله قدوس وصالح بلا حدود. لذا فأننا في وضع ميؤوس منه لان حتى أفضل اعمالنا الصالحة هي ليست صالحة بما يكفي. ليس هنالك طريقة إذا ابدا لندخل الى محضر الرب.
نحن ضائعون بلا أمل.
لكن الرب بمحبته العظيمة، مع ذلك جعل لنا طريقة من خلالها يمكن ان تغفر خطايانا.
الرب معقد جدا الى درجة ان عقولنا البشرية لا يمكنها فهمه تماما. الكتاب المقدس يكشف لنا ان الرب واحد- مع ذلك هو ثلاثة أشخاص في شخص واحد- معرفين لنا ب الاب، الابن (أي أن له نفس طبيعة الاب وليس أنه ولد من الاب)، الروح القدس- وهم متساوون مع بعضهم.
إنه من المستحيل لعقولنا البشرية ان تفهم كيف ان ثلاثة أشخاص منفصلين هم أيضا شخص واحد. نحن نستطيع ان نفكر فقط بأشخاص لديهم أجساد منفصلة. لكن الرب هو روح. وعقولنا محدودة الامكانية لا يمكنها استيعاب طبيعة الرب المعقدة.
مثلما لا يستطيع كلب ان يفهم ما يفهمه الانسان، كذلك هنالك أشياء عن الرب لا نفهمها نحن البشر.
نحن نستطيع ان نفهم ما إختار الرب ان يوضحه لنا في الكتاب المقدس، لا أكثر من ذلك.
مثلا، يمكنك ان تشرح عملية الجمع لكلب ذكي ان 1+1+1=3، من خلال وضع ثلاثة عظمات امامه، ثم عدها واحدة فواحدة. لكن حاول ان تشرح عملية الضرب لهذا الكلب أن
1x1x1=1
سوف تجد ان اذكى كلب لن يستطيع فهم ذلك. مع اننا نحن البشر نفهم جيدا ان حاصل ضرب ثلاث واحدات ببعضها البعض هو (واحد). الرب بطبيعة الحال أعلى بكثير من مستوى فهمنا مقارنة بعلو مستوانا على مستوى الكلب في الفهم.
على الكلب ان يصبح انسانا ليفهم عملية الضرب، وعلينا ان نصبح الهة لنفهم الرب، لذا يجب علينا ان لا نتفاجأ ان كنا لا نستطيع فهم كيف ان الرب هو ثلاثة أشخاص ومع ذلك هو شخص واحد. مع اننا لانفهم ذلك لكننا نعلم ذلك صحيحا لان الرب اخبرنا بذلك في كتابه المقدس، بنفس الطريقة يستخدم المنطق البشري في القول ان كان الرب في كل مكان فان الرب يجب ان يكون في كل انسان وحيوان ونبات وفي أي مكان عبادة. هذا يبدو منطقيا للعقل البشري المحدود الذي لم يفهم الحقيقة الإلهية. لكن ذلك غير صحيح نهائيا. الرب في كل مكان بمعنى انه يعرف كل شي عما يحدث في كل مكان، لكنه بالتأكيد ليس في الجحيم، مع انه يعلم ما يحدث هناك. المعنى الحقيقي للجحيم (العقوبة الأبدية للخطاة) هو "المكان الذي لا يوجد فيه الرب" وهذا ما يجعل العذاب الذي يعانيه المذنبون في الجحيم غير محتمل. لذا فان الرب بكل تأكيد لا يتواجد في كل شخص. لتخليص البشرية من العقوبة الأبدية على الخطيئة، الرب الاب ارسل الابن ليولد كطفل من امرأة عذراء، بواسطة التدخل الخارق للطبيعة للروح القدس وذلك قبل 2000 عام وقد سمي يسوع المسيح.
لقد كبر من الطفولة الى الشباب مواجها كافة التجارب التي يمر بها الانسان وفي كل هذه التجارب هو تغلب ولم يذنب نهائيا. الرب الاب سمح ليسوع المسيح، الابن، في عمر 33 عاما ان يؤخذ على ايدي رجال خاطئين وان يصلب على الصليب. على الصليب هو اصبح لعنة من أجلنا. واخذ على نفسه عقوبة الخطيئة للجنس البشري. هنالك نرى محبة الرب العظيمة. عندما مات يسوع المسيح على الصليب ونزف دمه، العقوبة العادلة على الخطيئة دفعت بالكامل. مستحقات العدالة قدمت.
اقام الرب يسوع المسيح من الموت بعد ثلاثة أيام من دفنه. ليثبت للعالم ان التضحية التي قدمت على الصليب قد قبلت. ان هنالك رب واحد وقد كان هنالك تجسد واحد للرب على الأرض، السيد يسوع المسيح، هو مثبت بحقيقتين:
1. السيد المسيح هو الوحيد الذي مات من اجل خطايا العالم.
2. السيد المسيح هو الوحيد الذي عاد حيا من الموت، ولن يموت مجددا - وبذلك اثبت انه قهر عدو البشر الأكبر، وهو الموت.
بعد أربعين يوما على الأرض عاد يسوع المسيح الى السماء الى حيث هو الان.
لقد وعد قبل ان يذهب، انه سوف يعود مرة ثانية ليقاضي العالم، وليحكم بالعدل والسلام. وأعطانا عدة علامات ستسبق عودته الثانية الى الأرض.
كما نرى ان هذه العلامات بدأت تتحقق الان، نعرف ان موعد عودة المسيح الثانية صارت قريبة جدا جدا. قبل عودته الى الأرض، من المهم انك تأخذ الخلاص الذي منحه الرب لك في المسيح.
العقوبة المستحقة للخطيئة هي الموت الروحي- والذي هو كما رأينا يعني الانفصال الكلي والابدي عن محضر الرب. وهذا ما اختبره يسوع المسيح وهو على الصليب. لقد تعرض للنبذ من قبل الاب.
يسوع وهو رب، أبدى في جوهر كيانه، اختبر الم الانفصال الابدي عن الاب لفترة قصيرة- تحديدا لمدة ثلاث ساعات من الظلمة الحالكة قضاها على الصليب، وهو يستشعر الم الجحيم الابدي، الألم الذي كان يجب لنا ان نعانيه الى الابد.
العقوبة على ذنوبنا أخذها هو. لكن ذنوبنا لازالت لم تغفر ولم نتحرر من عقوبتها الا اذا اخذنا تلك المغفرة من الرب. وهذا هو السبب ان اكثر الناس في هذا العالم
يبقون في حالة عدم الغفران- مع ان المسيح مات لأجلهم.
المسيح مات من اجل خطايا العالم، للناس من كل الأديان، وليس فقط من اجل خطايا المسيحيين.
لأخذ ما إشتراه الرب لك من خلال موت المسيح، عليك قبل كل شيء ان تتوب عن ذنوبك. ذلك يعني انك حقا اسف على اساليبك المذنبة، وانك مخلص في رغبتك بالالتفات عن كل خطيئة أنت تدركها.
في البداية ضميرك لا يكون حساسا لما يرضي الرب وما لا يرضيه. لذا من المستحيل عليك ان تنتهي عن كل ما لا يرضيه في حياتك. والرب لايطلب منك ذلك- لانه واقعي.
هو فقط يطلب منك ان تترك كل ما لا يرضيه.
في البدء يمكنك ترك الأشياء التي يؤنبك ضميرك عليها. ربما لن تكون لك القدرة على ترك عاداتك السيئة، وهنا أيضا الرب سيتفهم ضعفك. هو لايتوقع منك ان تكون لديك القوة لفعل ذلك، هو مجرد يطلب منك ذلك، "هل انت مستعد لترك تلك العادات السيئة؟" عندما يجد انك مخلص وانك فعلا تود ترك كل ما هو خطيئة، سيقبلك كما انت، حتى ولو كنت مهزوم امام اكثر من عادة سيئة.
كم هي سارة هذه الاخبار.
واحدة من الأدلة على استعدادك لترك عاداتك السيئة يمكن ملاحظته برغبتك في إصلاح
الأمور الخاطئة التي قمت بها في الماضي. وحتى في هذه الرب يعرف محدودية امكاناتك.
هنالك الالاف من الأخطاء والذنوب التي تكون قد ارتكبتها في ماضيك، والتي قد لاتتمكن ابدا من إصلاحها، مهما حاولت.
ولكن هنالك بعض من تلك الأخطاء يمكنك إصلاحها. الرب يتوقع منك ان تصلح الأمور بأفضل ما يمكنك فعله.
مثلا، اذا كنت قد سرقت مالا من احدهم، يجب ان تكون مستعدا لرده اليه حالما يكون متوفرا لديك. اذا كنت قد اذيت احدهم بكلامك وتذكرت ذلك فعليك ان تذهب اليه او (اكتب اليه) لتطلب منه ان يسامحك على كلامك. بهذه الطرق يختبر الرب صدقك وتواضعك. هو يعطي مساعدته للمتواضعين فقط. ومن دون مساعدة الرب لا يمكن الخلاص.
الكتاب المقدس يسمي التوبة المطلقة ب "الالتفات عن الاوثان الى الرب" (ثاسالونيا اصحاح 1 اية 9)
ماهي الوثنية؟
أساسا هي وضع شيء مخلوق فوق الخالق- سواء كان ذلك الشيء مالا، او امرأة جميلة، أو سمعتنا، أو أي شيء اخر.
اختيار أي من الأشياء المخلوقة هو وثنية- إذ هي عبادة للمخلوق بدلا من الخالق- وهذا هو الأصل في كل خطيئة.
الرب يكره أي شكل من الوثنية، لانها تأخذ المكان الذي يجب ان يكون للرب في قلب الانسان- وبذلك تدمر الانسان.
الاوثان يمكن أيضا ان تكون أشياء مادية مصنوعة بيد الانسان تمثل الاله الذي يعبده. لكن من المستحيل لاي شخص ان يصنع بيديه او يرسم لوحة لاي شيء، يمكنها ولو تقريبيا ان تمثل روعة وجمال الاله الحقيقي خالق الكون.
إنها إهانة للرب الخالق ان تشبه صورته باي من الأشياء التي خلقها.
الرب هو روح وهو غير مرئي للعين المجردة. هو أعطانا ضميرا يذكرنا ليلا ونهارا به. لكن الطقوس الدينية والحج غالبا ما تصبح بديلا عن الانصات لصوت الضمير الداخلي للإنسان.
عندما يتجاوز الناس قوانين الرب، ويخططون على الاستمرار في تجاوزها في المستقبل أيضا، هم يسعون للإخراس صوت ضميرهم بالالتجاء الى طقوس وشعائر دينية.
هم يتخيلون ان الرب سيغفر خطاياهم في مقابل التضحيات التي يقدمونها والحج الذي يقومون به. لكن كل هذا هو مجرد خداع.
الرب لا ينظر الى طقوسنا ولا نشاطاتنا الدينية، هو ينظر الى قلوبنا ليرى إذا كنا نستمع لصوت ضمائرنا ام لا.
لذا فان التوبة تعني الالتفات عن الوثنية بكل اشكالها. عندما نتوب توبة صحيحة فاننا نلتفت عن كل الأشياء المخلوقة نحو الخالق ونقول له "الهنا القدير، انت وحدك جدير بالعبادة والخدمة. أنا متأسف
انني عبدت أشياء مخلوقة حتى الان. انت وحدك ستسود على حياتي منذ الان".
التوبة لا تعني اننا نترك اعمالنا وعوائلنا ونصبح نساك ونذهب للعيش في احدى الغابات او الجبال. كلا.
الرب يريد لنا جميعا ان تكون لنا عائلات وان نعمل ونحصل على عيشنا. انها ليست خطيئة ان نستخدم وسائل الراحة التي تقدمها الحياة الحديثة. لكنها خطيئة ان نحب وسائل الراحة تلك أكثر من حبنا للرب.
الرب خلق اجسادنا بطريقة انها يمكن ان تستمع بالطعام والنوم والرغبات الجنسية.
ليس هنالك خطأ في أي من ذلك. ليس علينا ان نشعر بالخجل من رغباتنا الجنسية مثلما لا نشعر بالخجل من اننا نجوع ونعطش او نتعب. لكن لا يجوز لنا سرقة الطعام اذا كنا جائعين، كما لا يجوز لنا النوم في وقت العمل.
بنفس الطريقة ينبغي لنا ان لا نتجاوز على شخص اخر لنحصل على متعتنا الجنسية. الرب شرع الزواج- هو يتوقع من الرجل الواحد ان تكون له زوجة واحدة- ليتحقق الاشباع للرغبة الجنسية. خارج إطار الزواج أي علاقة جنسية هي خطيئة. علينا ان نتوب عن كل خطيئة جنسية وان ننتهي عنها، ونتوجه الى الرب بكل مصداقية.
خطيئة أخرى عليك ان تتوب وتنتهي عنها هو سلوك عدم الغفران تجاه الاخرين. إذا اردت من الرب ان يغفر لك عليك ان تغفر عن كل شخص اساء اليك بأية طريقة كانت.
عليك ان تفعل للأخرين مثل ما فعله الرب لك. إذا لم تكن مستعدا لفعل ذلك فان الرب لن يغفر لك. يقول يسوع المسيح "إذا رفضت ان تسامح الاخرين، فان الرب سوف لن يسامحك" (ماثيو الاصحاح 6 الاية 15)
ربما تجد من الصعب ان تسامح شخصا اذاك بشدة. عليك في هذه الحالة ان تصلي وتطلب من الرب ان يساعدك على ان تسامح ذلك الشخص.
قوة القدير موجودة لمساعدتك في ذلك. لن يكون هنالك مستحيل امامك لتفعله إذا ساعدك الرب بقوته الالهية.
الرب يمكنه ان يغفر خطيئتنا- فقط اذا تبنا عنها، اذا كنا حقا اسفين على خطيئتنا، ومخلصين في رغبتنا بالتخلص من طرقنا الشريرة.
يقول الكتاب المقدس،
"بالنعمة أنتم مخلصون من خلال الايمان" (افسس اصحاح 2 اية8)
النعمة هي يد الرب الممتدة لتعطينا المساعدة والبركة. الايمان هو يدنا الممتدة لأخذ تلك المساعدة والبركة من يد الرب.
كما رأينا سابقا الرب لا يريد رجال الية تعمل الأشياء من دون وعي لأنه برمجها على فعلها. كلا، هو يريدنا ان نختار فعل تلك الأشياء.
هل تؤمن ان الرب صالح وهو يحبك كثيرا؟
هل تؤمن ان الرب أرسل يسوع المسيح ليصلب ويموت من اجل خطيئتك وانه أقامه مجددا من الموت بعد ثلاثة أيام وهو الان يعيش في السماء؟
إذا كان الامر كذلك، فانت تستطيع في هذه اللحظة ان تأخذ الغفران الذي وعده الرب لك. ليس عليك الانتظار.
لا يوجد اسم على الأرض غير اسم الرب يسوع المسيح، يعطي الخلاص. إذا كنت تريد قبوله كسيد ومخلص لك، فانه من الأساسي، كما في الزواج ان "تترك كل ماهو غيره وتتمسك به".
في الزواج، تترك المرأة كل احبائها السابقين، وتبقى مع رجل واحد هو زوجها، وذلك لبقية حياتها.
الكتاب المقدس يشبه علاقتنا بالسيد المسيح بعلاقة الزواج الروحي، حيث هو وحده
زوجنا الإلهي. لذا لا يمكنك ان تقول إنك مستعد لقبول المسيح ثم تستمر في عبادة او الصلاة لألة أخرى. عليك ان تأخذ خيارك.
اذا اردت ان تأخذ ذلك القرار فالوقت هو الان. فقط اركع امام الرب الان واغلق عينيك وقل هذه الكلمات. هو يسمعك أينما كنت. وهو مهتم في سماعك تقول هذه الكلمات ببطء ومصداقية:
" سيدي يسوع المسيح، انا مذنب وبصدق أود ان اترك كل ذنوبي. انا أؤمن أنك مت لأجل كل ذنوبي، وأنك قمت مجددا من الموت وأنك تحيا اليوم. اطلب منك من فضلك ان تغفر كل ذنوبي. تعال الى قلبي والى حياتي وكن سيدا على حياتي منذ هذه اللحظة. أنا اترك كل الالهة الأخرى وأريد ان اعبدك وحدك منذ الان وصاعدا".
هذه صلاة بسيطة جدا لن تأخذ منك أكثر من دقيقة. لكن ان كنت ستصليها بمصداقية، روحك سوف تخلص الى الابد. سوف تصبح ابنا للرب مباشرة.
هذه ليست تعويذة سحرية تبارك كل الذين ينطقون بها مثل الببغاوات. هي تعتمد على صدق نفسك. إذا كنت مخلص فيما تقوله، الرب سيغفر خطاياك وسيقبلك ويجعلك ابنا له.
اما إذا كنت غير مخلص، فانت ستبقى بدون تغيير.
الرب ابدا لن يجبر أي شخص على قبول المسيح في حياته. ولا أي مسيحي يجبر أي شخص اخر على قبول المسيح. التحول الى المسيحية الذي يحصل بالقوة هو ليس تحولا بالمرة.
الطمأنينة اننا قد حصلنا على الغفران وقبلنا من قبل الرب وانه جعلنا أولاده مهمة جدا. الرب لا يريدنا ان نبقى من دون تلك الطمأنينة. الرب يعطينا تلك الطمأنينة من خلال روحه القدوس عندما يملأ قلوبنا ويخبرنا باننا أولاد الرب.
الرب أيضا يعطينا تأكيدات على الخلاص من خلال وعوده في كلمته المكتوبة (الكتاب المقدس).
يقول السيد المسيح
"الشخص الذي يأتي ألي أنا ابدا لن أرده" (يوحنا الاصحاح، 6 اية 37).
نحن نستطيع الاعتماد على كلام الرب يسوع لكل الأبدية.
هل صليت هذه الصلاة بإخلاص للسيد المسيح؟ إذا كنت قد فعلت فأنت حقا قد اتيت اليه. وعليك ان تتيقن انه ابدا لن يرفضك. لقد قبلك. إذا كنت قد فعلت ما عليك لتاتي اليه، فلك ان تتأكد ان الرب قد فعل ما عليه في قبولك.
ليس عليك الان ان تعتمد على مشاعرك، لتعرف إذا كنت قد قبلت من الرب ام لا.
المشاعر لها علاقة بجسدنا المادي- وهي دائما خداعة في الأمور الروحية.
ان نضع ثقتنا في مشاعرنا، يشبه ان نضع اساسات البيت على الرمل. يجب ان نضع ثقتنا في وعود الرب المكتوبة- وذلك يشبه وضع اساسات البيت على الصخر.
عندما تتأكد أنك أصبحت ابنا للرب، عليك ان تعلن هذه الحقيقة على الملأ. يقول الكتاب المقدس، ما تؤمن به في قلبك عليك ان تعلنه بلسانك. لذا عليك ان تعترف الان ان يسوع المسيح هو سيدك ومخلصك.
عليك ان تخبر اهلك واصحابك ان يسوع المسيح قد غفر ذنوبك وانه الان وحده قد اصبح سيدا على حياتك.
وعليك الان ان تعلن علاقتك بالمسيح من خلال التعميد بالماء. بأقرب فرصة سانحة لك بعد اعترافك اللفظي بقبولك المسيح، عليك ان تتعمد. التعميد ليس طقسا دينيا، انه شهادة معلنة للرب، وللناس، والملائكة وإبليس أنك أصبحت تابعا للمسيح وحده الان.
في العمادة، يقوم مسيحيون اخرون بغمرك كليا بالماء (سواء في نهر او حوض)باسم الاب والابن والروح القدس، ثم رفعك مجددا من الماء. بهذا العمل البسيط، انت تكون قد شهدت ان الشخص القديم الذي كنته، قد مات. انت تدفنه رمزيا بغمره كليا في الماء.
خروجك من الماء مجددا، ان تعتبر نفسك شخصا جديدا ( رفع من
الموت، الروحي جزافا)، وتريد ان ترضي الرب وحده.
انت لم تصبح مثاليا حتى الان. سوف يتطلب الامر عمرا كاملا لتصبح كاملا.
لكنك غيرت اتجاه حياتك. انت الان لا تريد ان تذنب او ان تغضب الرب. لقد أصبحت مواطنا سماويا وابنا للرب.
الاسم "يسوع" تعني "مخلص". لقد جاء الى الأرض بهذا الاسم، لان هذا هو الذي جاء
ليفعله- ان يخلص الناس من خطاياهم.
الخلاص هو أكثر من المغفرة.
دعني استعمل تشبيها لأوضح الفرق.
لنقل ان الشارع امام بيتي هو تحت التصليح، وان حفرة عميقة قد حفرت هناك. انا احذر ابني الصغير وأقول "لا تذهب قرب الحفرة لئلا تقع فيها." لكن لنقل انه لم يسمع كلامي وذهب قرب الحفرة لينظر في داخلها. ثم يتزحلق ويسقط فيها. من عمق 10 اقدام داخل الحفرة، هو يبدأ بمناداتي.
وعندما اتي اليه، يخبرني انه حقا اسف على عدم طاعة اوامري ويطلب مني ان اسامحه.
وعلى فرض انني أقول له "حسنا يا ابني انا اسامحك. وداعا" ماذا أكون قد فعلت. أكون قد سامحته. لكني لم انقذه.
الخلاص يتطلب اكثر من مجرد المسامحة. يتطلب مني ان ارفعه خارج الحفرة التي سقط فيها.
هذا ما جاء المسيح ليفعله لنا كذلك. لا يكفي ان يسامحنا فقط على ذنوبنا، هو جاء لينقذنا من ذنوبنا.
لقد سقطنا عميقا في حفرة الخطيئة، بمخالفة ضمائرنا المرة تلو الأخرى.
الان إذا قام الرب بالغفران لنا فان ذلك بحد ذاته اخبارا سارة. لكن الاخبار السارة لدى المسيح انه لن يغفر لنا ذنوبنا وحسب بل هو كذلك سيخلصنا من سطوة الخطيئة علينا.
نحن نعيش الخلاص على ثلاث أزمنة- ماضي، حاضر ومستقبل. أولا وبداية يجب ان نخلص من عقوبة الخطيئة. ثم نخلص من قوة الخطيئة، ثم نخلص في النهاية من وجود الخطيئة، عندما نذهب الى السماء.
المرحلة الأولى من الخلاص يتعامل مع المغفرة لذنوبنا- إزالة الشعور بالذنب عن الماضي.
لكن ذلك ليس كافيا لأننا نحتاج المساعدة من الرب لنعيش بصلاح في المستقبل أيضا. ولأجل ذلك الرب يعطينا قوته.
سمعت قصة عن مشفى امراض عقلية، يدخل اليه الأشخاص الذين لا يتمتعون بأذهان سليمة لغرض تلقي العلاج. في هذا المشفى يستخدم يختبر الأطباء إذا كان النزلاء لديهم قد شفوا الى الدرجة التي يستطيعون فيها التفكير المنطقي.
يضع الأطباء المريض في غرفة فيها صنبور مياه متدفق، ثم يعطونه ممسحة وسطل ويطلبون منه تنشيف الأرض. ثم يرون اذا حاول ان ينشف الأرض من دون غلق الصنبور أولا، فهذا سيعني انه لم يستعد قواه العقلية.
هذه هي مشكلتنا أيضا. هنالك صنبور في داخلنا يتدفق بالخطيئة باستمرار. المسيح لا يمسح فقط الخطيئة التي تدفقت. هو يعطينا القوة لنغلق الصنبور أيضا. والا لن يكون الانجيل اخبارا سارة.
الانجيل (الاخبار السارة) يصفه الكتاب المقدس ب "قوة الرب للخلاص" (روميا إصحاح 1، اية 16).
المصدر الأول للقوة هو كلمة الرب. الكتاب المقدس هو سلاح قوي يساعدنا في التغلب على التجارب. نقرأ في الكتاب ان يسوع المسيح بنفسه تغلب على تجربة إبليس عندما حاول ان يغريه ليخطئ، من خلال قوة كلمة الرب (متى إصحاح 4، 1 الى 11).
لذا علينا ان نطور عادة قراءة الكتاب المقدس يوميا، ليتمكن الرب من التكلم الينا من خلاله لتقويتنا في مواجهة معارك الحياة اليومية.
الكتاب المقدس يخبر الشباب "انتم أقوياء، بوجود كلمة الرب في قلوبكم، وقد انتصرتم في صراعكم مع الشيطان" (يوحنا الأولى، إصحاح 2 اية 14).
المصدر الثاني للقوة هو الروح القدس الذي يأتي ليعيش في داخلنا. هو يريد العيش في داخلنا بصورة دائميه وان يتكلم معنا يوميا، لتقويتنا على مواجهة صعوبات الحياة، ولمساعدتنا في اقتفاء أثر خطوات المسيح كتلاميذ له. يجب علينا ان نطلب من الرب ان يملانا بالروح القدس دائما.
يقول السيد المسيح، "إذا كان حتى الانسان المخطئ يعطي أبنائه ما يحتاجون، الا تفهمون أن ابوكم السماوي سيفعل على الأقل نفس الشيء، ويعطي الروح القدس لأولئك الذين يطلبونه منه." (لوقا إصحاح 11، اية 13).
مصدر ثالث للقوة هو مصاحبة المسيحيين الذين لديهم نفس الفكر.
عندما يكون هنالك جمرات كثير في نفس النار، الكل سيتقد بتوهج. لكن اذا أخرجت جمرة واحدة (حتى لو كانت اشد الجمرات توهجا)، سوف تنطفئ بسرعة. كذلك هو الحال بالنسبة الينا، اذا حاولنا ان نعيش للرب بمفردنا، بدون مصاحبة مسيحيين اخرين.
هنا علينا الانتباه أيضا، لان ليس كل الذين يقولون انهم "مسيحيون" هم مسيحيون حقيقيون.
بالحقيقة يمكننا القول ان 90% من أولئك الذين يقولون انهم مسيحيون هم ليسوا اولادا للرب.
(بغض النظر عن المجموعة أو الطائفة المسيحية التي ينتمون اليها). هم لو يقوموا باخذ قرار شخصي بترك معاصيهم واتباع يسوع المسيح كسيد على حياتهم. هم يتخيلون انفسهم مسيحيين بسبب "صدفة ولادتهم في عوائل مسيحية".
يجب علينا تجنب أولئك الذيم هم مسيحيون بالاسم فقط، ونسعى لمصاحبة أولئك الذين عرفوا المسيح بالتجربة، ويسعون الى اتباع المسيح في حياتهم اليومية.
عندما نقبل المسيح كسيد ومخلص، الكتاب يقول اننا ولدنا من الأعلى، لأننا اصبحنا اولادا للرب. الرب اصبح الان أبا لنا. وكما هو الحال مع الإباء الارضيين، ابانا السماوي مهتم بتوفير كافة حاجاتنا الضرورية لحياتنا على الأرض- سواء الروحية منها او المادية.
يقول السيد يسوع المسيح اننا اذا طلبنا مقاصد الرب أولا في حياتنا، فان كافة الأشياء الأخرى الضرورية لحياتنا سوف تعطى الينا.
قال" ابوكم السماوي يعرف تماما ما تحتاجون اليه، وسوف يعطيكم إياها اذا كنتم تعطونه الأولوية في حياتكم، وتعيشون كما هو يرضا لكم ان تعيشوا" (متا اصحاح 6، اية 33).
واحدة من اهم الامتيازات التي يتمتع بها أبناء الرب هي الصلاة- ان يتكلم مع الرب القدير، وان يسمع صوت الرب في روحه.
الرب في المعتاد لا يكلمنا بصوت مسموع، لكن بإيحاء بالروح في داخلنا، تكون واضحة وضوح الصوت الذي نسمعه في اذاننا.
يسوع شجعنا على ان نخبر الرب بكل ما يثقل قلوبنا.
الكثير من الناس يعانون بصمت، لان ليس لديهم أحد يشاركون معه الألم الذي يعانون منه. لكن أبناء الرب لديهم اب سماوي يستطيعون اخباره كل شيء. كما انه يستطيع ان يثق ان الاب سيلبي كل احتياجاته الأرضية.
السيد المسيح علمنا ان نغير الأشياء بان نطلب من الرب ان يغيرها لنا. هذه هي معجزة الصلاة. ليس علينا ان نقبل كل شيء يحدث بحياتنا على انه قدر (ونقول "كل ما يحدث لنا هو إرادة الرب") إذا كانت هذه الاحداث تؤذينا وتؤذي عوائلنا بأي طريقة. القدرية تختلف عن الخضوع لأراده الرب. نحن مشجعون على ان نطلب من الرب أي شيء نحتاجه.
الوعد حسب الكتاب المقدس، " الرب سيلبي كل احتياجاتك" (فيليبي الاصحاح ،4 اية 19)
لكن مثل أي اب حكيم، الرب أيضا لن يعطينا كل شيء نريده ونطلبه منه. هو فقط سيعطينا ما نحن بحاجة اليه، وما يراه هو مناسب لنا.
الرب هو رب صالح، ولا يود ان يتعرض أي من أبنائه الى اذى في أي وقت.
لذا يمكننا الذهاب اليه بجرأة، ونطلب منه ان ينجينا من أي شر.
هنالك الكثير من الأشخاص الذين يعانون في هذا العالم لان احدهم سلط عليهم سحر اسود او اعمال شعوذة. اذا كنت قد أعطيت قلبك للمسيح، فان مثل هذه الاعمال الشيطانية لن تؤثر عليك. يمكنك ان تستعمل اسم السيد يسوع المسيح (الذي تغلب على الشيطان) في طرد الشيطان.
لا يمكن لاي سحر او اعمال شعوذة ان تؤثر عليك او على عائلتك، طالما انت تحتمي وتواجهها باسم يسوع المسيح- قوة أي عمل سحري شرير يمكن ان تبطل وتطرد الان اذا ناديت باسم يسوع المسيح وطلبت منه ان ينقذك.
الكتاب المقدس يقول انه عندما مات يسوع المسيح على الصليب، هو تغلب على الشيطان وسلبه قوته. هذا حث بالفعل. لكن فيما يخص المغفرة لخطاياك، هنا أيضا، هزيمة الشيطان لا يمكن ان تكون حقيقة في حياتك حتى تقبل ذلك بنفسك.
"بموته، هو (يسوع) كسر قوة الشيطان، فقط بذلك استطاع ان يخلص أولئك الذين عاشوا حياتهم كلها في خوف (من الشيطان)" ( عبرانيين الاصحاح 2، اية 12&15).
"اعط نفسك بتواضع للرب وقاوم الشيطان وسوف يهرب منك" (يعقوب الاصحاح 4، اية 7).
حتى بعد ان نصبح اولادا للرب، الرب سيسمح للشيطان بأن يتعرض لنا- لان من خلال ذلك فقط سنصبح أقوياء.
لكننا الان نتمتع بقوة الروح القدس الذي يسكن فينا، ليساعدنا في مقاومة والتغلب على هجمات الشيطان. الرب لم يعد ان حياة أبنائه على الأرض ستكون خالية من المشاكل والتجارب الصعبة. كلا. الرب يريد لنا ان نصبح خشنين وأقوياء وليس كأبناء الاهل الأثرياء المدللين منذ ولادتهم. ولأجل ان نكون أقوياء، هو يسمح لنا ان نتعرض للتجارب والشدائد في حياتنا مثل بقية البشر.
لكن فقط من خلال هذه الشدائد يمكننا اختبار ومعرفة الرب بصورة افضل، لأننا عندها نجرب تدخلات الرب الاعجازية لمساعدتنا في كل موقف.
لمن أصبح ابنا للرب، الأشياء التي تتعلق بالحياة الأبدية هي أهم من تلك التي تتعلق بهذا الوقت.
قيمة السماء تكون أعلى لديه من القيمة الموجودة على الأرض.
عندما ارتقى يسوع المسيح الى السماء، بعد قيامه من الموت، قبل 2000 عاما مضت، وعد بأنه سيعود مجددا الى الأرض.
هذا ما يطلق عليه ب "العودة الثانية للمسيح". هذا سيكون ثاني أكبر حدث لهذا العالم.
أبناء الرب يعرفون ان عليهم ان يقدموا حسابا عن حياتهم للرب في ذلك اليوم، الذي سعود فيه المسيح الى الأرض.
هذا العالم هو مجرد مرحلة انتقالية الى حياتنا الأبدية. نحن الان في فترة تجربة. الرب يختبرنا في هذه الحياة ليعرف إذا كنا سنختار الأمور الأبدية التي تخص حياتنا الأبدية ام تلك التي تخص هذه الحياة المؤقتة.
اذا كنا حكماء فأننا سنختار تلك التي لها قيمة في حياتنا الأبدية.
الطفل الصغير سيفضل ورقة لماعة ملونة على ورقة نقدية بقيمة 500 روبية. لان الطفل ليس لديه حس القيمة. عندما نفضل أمور هذه الحياة الدنيوية على حياتنا الأبدية نحن نكون تماما مثل ذلك الطفل.
اخبرنا الرب بصورة واضحة ان هذا العالم وكل مافيه صائر الى الزوال.
ان نعيش لمتع هذه الحياة هي إذا تشبه إيداعنا لأموالنا في بنك سيفلس قريبا.
الشخص الحكيم سيضع أمواله في بنك مستقر. بنفس الطريقة أولئك الذين لديهم حكمة، سيعيشون لأجل الأشياء التي لديها قيمة في حياتهم الأبدية. أشياء تخص شخصياتنا مثل النقاوة، الحب، الصلاح، المغفرة، التواضع الخ، وهذه هي الأشياء الوحيدة التي سنأخذها معنا عندما نترك هذه الأرض.
يخبرنا الكتاب المقدس ان نهاية كل الذين يموتون من غير توبة ستكون سيئة جدا.
"من المحتوم على الناس ان يموتوا، وبعد ذلك الحساب" (عبرانيين الاصحاح 9، 27). بمجرد ان يموت الشخص لن تكون له أية فرصة للتغيير. الرب أيضا لا يستطيع تغيير هذا الشخص، لان الرب لا يغير شخصا عكس أرادته الحرة. فقط عندما نريد نحن التغير هنا على الأرض، يمكن للرب تغييرنا.
في يوم ات في المستقبل، كل شخص عاش على هذه الأرض سيقوم من الموت ليقدم حسابا عن حياته للرب. الكتاب المقدس يقول سيكون هنالك قيامتين من الموت- وهي أجساد الأموات التي أصبحت ترابا ستقوم لتصبح اجسادا من جديد، بقوة الرب الإلهية.
القيامة الأولى ستكون لأولئك الذين هم صالحين- الذين قبلوا المسيح كمخلصهم وغفرت خطاياهم، والذين أصبحوا بذلك اولادا للرب عندما كانوا على الأرض.
القيامة الثانية ستكون للذين رفضوا المغفرة التي أعطاها لهم الرب من خلال يسوع المسيح وماتوا وهم على هذه الحالة.
اذا مات الانسان من غير ان التوبة عن ذنوبه ومن غير ان تغفر ذنوبه بواسطة المسيح، هو يوما ما سيحاسب امام عرش قضاء الرب وسوف تراجع تفاصيل حياته كلها.
وسوف يثبت امام الكون كله انه مستحق ان يحكم عليه حكما مؤبدا على ذنوبه.
في نفس الوقت الشيطان الذي بدأ كل الشر الذي في العالم، والذي يقود الانسان الى الخطيئة سوف يحصل هو الاخر على عقوبة ابدية.
أما أولئك الذين تواضعوا واعترفوا بخطاياهم وتراجعوا عنها، وقبلوا المغفرة التي أعطاها الرب من خلال موت المسيح على الصليب، سوف يدخلون الى محضر الرب ويكونون معه الى الابد.
السماء هي مكان النقاوة والسلام والفرح، حيث الملائكة وأبناء البشر الذين قبلوا التوبة وغفرت ذنوبهم، سوف يعبدون الرب ويسبحون له ويخدمونه بطرق كثيرة الى الابد.
سوف تكون مكانا للسعادة ولم الشمل مع احبائنا الذين تركوا الأرض قبلنا، إذا كانوا قد ماتوا اولادا للرب، مؤمنين بخلاص المسيح.
أبناء الرب الحقيقيين يتطلعون الى ذلك اليوم العظيم، عندما سيكونون مع الرب.
الان بعد ان عرفت الحقيقية المطلقة، ماهو ردك؟ هل صليت تلك الصلاة التي تطلب فيها من المسيح ان يغفر ذنوبك ويجعلك ابنا للرب؟ الوقت لتصلي تلك الصلاة هو الان، في الوقت الذي يخاطب فيه الرب قلبك. لا احد منا يستطيع القول متى سترك هذه الأرض. إحدى هذه الأيام ستكون الأخيرة لنا على الأرض. قبل ان يأتي ذلك اليوم، تاكد ان خطاياك قد غفرت وانك مستعد لملاقاة الرب.